لطفي دوبل كانون في ضيافة العدد الثاني من المنتدى الثقافي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لطفي دوبل كانون في ضيافة العدد الثاني من المنتدى الثقافي
لطفي دوبل كانون في ضيافة العدد الثاني من المنتدى الثقافي
تاريخ المقال 16/01/2007
] ليس غريبا أن يصل فنان الراب "لطفي دبول كانون" إلى قلوب الشباب من المهمشين.. لأن ما يغنيه يمشي مع الناس في الشوارع، ويتنقل في الحارات.. وهذا لا يخفيه لطفي عندما تتحدث إليه بل يعتبره خاصية من خصائص فن الراب عموما وأسلوبا للطفي في التعبير عن هموم الناس.. ولا يخفي أيضا أن هذا هو أحد العوامل التي أدت إلى نجاحه وانتشاره.خلال منتدى "الشروق الثقافي" الذي نزل عليه لطفي ضيفا في عدده الثاني، أطلق على تجربته الغنائية لفظا لا يخلو من دلالات، وهو كلمة "الجورنال".. أولا يؤكد لطفي أنه لا يمكن أن يتهجم في أغانيه بأسلوب مباشر، وإنما يستغل الهوامش التي يوفرها له الراب للتعبير وإيصال الرسائل الاجتماعية من غير مباشرة..
وهذا يشبه إلى حد كبير ما يحدث في الصحافة عندما تحاول دائما الصحف أن يكون لها خط افتتاحي لا تخرج عنه، ثانيا أكد لنا لطفي أنه يتابع وبدقة كل القضايا الاجتماعية والسياسية وسيتخرج منها مادة لأغانيه، ولذلك لا تخلو أغانيه من أهم القضايا السياسية والاجتماية التي عرفتها الجزائر والوطن العربي،واللافت في شخصية لطفي أنه ينتمي إلى مجموعة الشباب الفنانين المثقفين فهو حامل شهادة جامعية.. ليس هذا وحسب بل وملتزم بالقضايا الإنسانية ومتعلق بها وهو لا يخفي ذلك، وإنما يصرح به علانية.. إنه يذكرنا بكل الفنانين والأدباء والسياسيين الملتزمين بروح القضايا العادلة على مر العصور والأزمنة.
لطفي فضل اكتشاف جيولوجيا الذات الإنسانية
من مواليد 06جويلية1974 بولاية عنابة بحي "لا كولون" من أب موظف وأم ماكثة بالبيت ترتيبه هوالثاني في عائلة مكونة من ولدين و بنت،تلقى تربية محافظة جدا وترعرع في جو يسوده الاحترام الشديد لكل عادات وتقاليد الأسرة الجزائرية ، لهذا ربما كان لطفي بلعمري وهو اسمه الكامل نموذجا للطفل المهذب جدا إلى درجة الاستفزاز كان الخجل هو أهم ميزاته والمشكل الأكبر الذي رافقه حتى السنوات الأولى من شبابه قبل أن يكتشف عالم الموسيقى ووجد في موجة "الراب " التي كانت آنذاك قد دخلت حديثا إلى أوروبا قادمة من أمريكا متنفسا لتفجير شخصيته الحقيقية ولكن احتراف الموسيقى أو حتى مجرد التفكير في ذلك كان من المستحيلات طالما انه لم يكمل دراسته وهو شرط غير قابل للمناقشة بالنسبة للعائلة ..لكن لطفي الذي كان قد أصيب بفيروس اسمه "الراب "كان يمارس هويته خلسة و بعيدا عن الأنظار رغم أن وقت فراغه كان محدودا جدا فالحالة الاجتماعية المتواضعة لعائلته جعلته يتحمل مسؤوليته مبكرا و كان مضطرا للعمل موازاة مع دراسته الجامعية لتأمين مصروفه اليومي الذي كان يقتصد منه حتى جمع ما يكفي لشراء أول آلة موسيقية في حياته وهي آلة "السنتيتيزور " وبمعدات بسيطة جدا قام لطفي بتسجيل بعض المحاولات الغنائية وقدمها لإذاعة عنابة المحلية ومنها شارك في بعض الحفلات الصغيرة التي كشفت له عن التجاوب السريع والكبير للشباب مع أغانيه وكان لطفي قد اشتهر على مستوى ولاية عنابة قبل أن يصدر ألبومه الأول بعد تخرجه من الجامعة بديبلوم مهندس دولة في الجيولوجيا الذي جاء نتيجة لقائه بصديقه "عبد الوهاب " لقد كان الألبوم مختلفا عن كل الأعمال التي قدمت في هذا النوع الغنائي و تميز بجرأة كبيرة في معالجة قضايا الشباب باعتماد أسلوب تركيب جمل تخاطب المستمع بشكل مباشر مدعمة بقافية تجعلها سهلة الحفظ وخفيفة الوقع على المتلقي رغم أبعادها الكبيرة والخطيرة في الكثير من الأحيان الألبوم كان مغامرة حقيقية لهذا استحق اسمه "كاميكاز"، الألبوم حقق رواجا منقطع النظير واعتبر من أهم الانتاجات الفنية لسنة 1997 ويكون بمثابة شهادة ميلاد فرقة " دوبل كانو "التي صار لها جمهورها الخاص الذي ينتظر حديدها بفارغ الصبر ورغم النجاح الذي حققه لطفي وعبد الوهاب معا إلا أن الفرقة لم تصمد طويلا وانتهت بانفصالهما وصاحب دلك موجة من الإشاعات والتوقعات بفشل لطفي في الغناء بعيدا عن عبد الوهاب، رد جاء سريعا عن طريق ألبوم
"كوباي " سنة2004 الدي حقق رقما قياسيا في المبيعات رافعا لطفي الى مصاف نجوم الصف الأول هذا النجاح الذي كرسه بحصوله على جائزة السيزار في فرنسا كأحسن البوم خاص للفيلم الروائي " بنت العم " اليوم وبعد 11 البوم غنائي يمكن القول أن لطفي حالة خاصة جدا في الساحة الغنائية الجزائرية ،المطرب المشاغب والمتمرد الذي فضل أن يمارس جيولوجيا اكتشاف الذات الإنسانية بعيدا عن جيولوجيا التخصص التي درسها.
ميلود بن عمار
لطفي "دوبل كانون": "يعجبني نحناح و»الراب« وسيلتي لنشر الدين"
عندما تسمع لطفي وهاب أو »الدوبل كانون« تجد صورة أخرى لشاب داعية إسلامي لا يختلف عن عمرو خالد، شاب جامعي تخصص جيولوجيا المناجم ولكنه متشبع بالثقافة الإسلامية حد النخاع، حافظ للأحاديث والقرآن وكلمات لحسن البنا، شاب من عائلة محافظة زاده المسجد الذي تربى فيه أخلاقا وثقافة دينية عميقة. وعن الجمع بين المتناقضين »الراب« والخطاب الديني، قال لطفي إنه لم يخلق للغناء وليس هدفه الغناء والشهرة بل ويستحي أن يقول إنه »مغني«، والفن عنده رسالة بل هو »صاحب قضية«، كما قال مضيفا »هناك من يقول لي مستغربا تغني »الراب« وتنشر الإسلام والدين«، ليجيب »أتحدث عن الأخلاق الإسلامية مثلما نتحدث عنها في لوحة أو جريدة، والمهم المساهمة في إنجاز كل ما هو إيجابي فعندما كان الحجاب »طابو« والصلاة في المسجد لا يتحدث عنها أحد ويستهزأ من المتحجبات في وقت »تتكسل« صاحبات »الميني«، مع إيماني بالحرية الشخصية غنيت عن الحجاب والصلاة ووضعت عمرو خالد في الشريط هل هدفي تجاري أبدا والله«.
وعن خطابه الديني الذي كان أول من أدخله في »الراب«، قال لطفي إن الدين حياته التي يمارسها يوميا بفضل تربيته في المسجد، والغناء ليس هدفه بل »هدفي الرسالة ولو توقف سكّير عن شرب الخمر وتأثر بأغنيتي هذا يكفيني«، ليضيف قائلا »فذكّر إن الذكرى تنفع المؤمنين، أرفض أغاني »الراب« التي تهدم وتوصل الشباب للهاوية«.
وعن الوجوه الدعوية التي أعجب بها، قال لطفي إن أحسن شخصية إسلامية جزائرية هي نحناح لأنه »لم يكن متهورا ومتحمسا وفوضويا، بل كان يعمل بالعقل والتدريج وتساءل من من الأحزاب له جمعية مثل الإرشاد والإصلاح وما كانت تقوم به في كامل الوطن«. أما الوجه الدعوي العربي الذي يكنّ له لطفي احتراما ويتأثر به فهو عمرو خالد الذي تعرّض لحملات »لأن البعض لم يستوعب أن الإسلام وخطابه لابد أن يكون عصريا ومتجددا«.
وربما كانت التربية العائلية والمسجدية هي الفرامل التي يعتمدها الفنان لطفي وهو في كامل شهرته وفي عالم فني مغري يقول عنه »عالم صعب ومغرياته كثيرة ونحاول دائما أن نلتزم بمبادئنا وتربيتنا والحمد لله ما تزال الأحاديث والصور منقوشة بداخلنا«، ليضيف »أنا تربيت في المسجد، وأنا صاحب رسالة وهدفي نشر الخير والأخلاق وتقديم النصيحة والنصيحة من الدين«، وتساءل »كيف تقنع شابا ليبتعد عن الخمر والمخدرات والعودة إلى الدين وتحسين علاقته مع الله أليس بكلام شبابي مقنع خارج من الوسط«. وبخصوص الحديث عن الإسلام وحتى التكبير والتهليل، قال لطفي مبتسما »هناك من الأصدقاء السلفيين من قالوا لي هذا غير مشروع في أغاني »الراب««، ليرد قائلا لهم »أنتم حين تذكرونه يصل إلى بعض القلة ولكن إن ذكرته أنا فسيسمع ويتأثر 50 ألف مستمع«. وهي نفس الفكرة التي ظل يذكرها لنا لطفي طيلة لقائه معنا بـ "الشروق" قائلا »أنا داع بالغناء الذي هو وسيلتي وليس غايتي، وخطابي الديني »مودرن««.
فاطمة رحماني
المواضيع كسّرت الطابوهات : "تأثرت كثيرا بقصة "الحرّاق" لخضر وسأخلدها في أغنية"
يتابع لطفي "دوبل كانون" مثله مثل أي مواطن جزائري مستجدات الشارع الجزائري والعربي، ولا تستغربوا إن قلنا لكم إنه بانتظار ما سيفصح عنه مخاض ملف الأجور وتعديل الدستور والكشف عن قائمة الفساد التي تتصدرها فضيحة الخليفة لسببين، الأول كونه جزائريا مريضا بـ "التقرعيج" والثاني ليستلهم منه مواضيع إضافية لأغانيه الساخرة. هي مستجدات ننتظرها جميعا للاستمتاع والترفيه ومتابعة جديده، وينتظرها القادة لجسّ نبض الشارع ومعرفة ما يدور به بكلماته النافذة التي تصل إلى كل الآذان والتي كسّرت الكثير من الطابوهات منها "طابو" الحجاب الذي أسال الكثير من الحبر في العديد من المناسبات سواء الوطنية أو العالمية مثلما حدث في مصر ويحدث في تونس التي يحبه شبابها كثيرا بما أن "الراب" الجزائري -حسب أهل الميدان- نافذة "الراب" العربي وأولى لبناته. وتناول كذلك مواضيع لصيقة بالعائلة الجزائرية كالطلاق والخيانة وزوجة الأب واليتم وغيرها غير أن أهم ما يجذبنا في كلمات أغانيه المستمدة من الشارع والمهذبة والراقية كثيرا تأثره الكبير بموجة المنشدين العرب، وقال عن نفسه إنه مصلح على طريقته "وكل أغنياتي بناءة ومدروسة ،لأن هدفي الأول والأخير إرشاد الشباب وإبعاده عن بوتقة الانحراف والضياع". وكان التأثر كبيرا وباديا على لطفي وهو يتحدث عن الشباب وحلمه الكبير في الالتحاق بما وراء الضفة الأخرى وشارف على البكاء ونحن نردد على مسامعه قصة "الحرّاق" لخضر الذي نشرت "الشروق اليومي" رسالته الأخيرة المكتوبة على ورق علبة السجائر لوالديه والتي طلب من خلالها الصفح والسماح منهما على الألم الذي سبّبه لهما وهو يصارع الموت، ليدرك في آخر المطاف أن الحياة تنتهي هنا ولا تبدأ، ووعد بإدراج موضوعهافي إحدى أغانيه القادمة ليخلّدها بعد أن طلب نسخة من الأرشيف وضمها إلى أشيائه.
قصة الوشاح الفلسطيني
كان لطفي "دوبل كانون" لدى زيارته لمقر جريدة "الشروق اليومي" متوشحا بوشاح فلسطيني ظهر به مؤخرا في كامل حفلاته ولا يفارقه أبدا. ولدى استفسارنا عن خلفية توشحه به إن كان فقط للتضامن مع القضية الفلسطينية، أخبرنا بفخر كبير أنه يعود لشهيد فلسطيني اسمه "لطفي" استشهد غدرا بالأراضي، والمميز في شخصه قبعته باللونين الأسود والأبيض التي تحمل على جنباتها اسمه الفني، مما جعلها مميزة وفريدة من نوعها، فهل هو التميز أم في الموضوع أشياء أخرى يا لطفي؟
لطفي أول من يوقّع على السجل الذهبي: "نموت ويحيا الحق"
تاريخ المقال 16/01/2007
] ليس غريبا أن يصل فنان الراب "لطفي دبول كانون" إلى قلوب الشباب من المهمشين.. لأن ما يغنيه يمشي مع الناس في الشوارع، ويتنقل في الحارات.. وهذا لا يخفيه لطفي عندما تتحدث إليه بل يعتبره خاصية من خصائص فن الراب عموما وأسلوبا للطفي في التعبير عن هموم الناس.. ولا يخفي أيضا أن هذا هو أحد العوامل التي أدت إلى نجاحه وانتشاره.خلال منتدى "الشروق الثقافي" الذي نزل عليه لطفي ضيفا في عدده الثاني، أطلق على تجربته الغنائية لفظا لا يخلو من دلالات، وهو كلمة "الجورنال".. أولا يؤكد لطفي أنه لا يمكن أن يتهجم في أغانيه بأسلوب مباشر، وإنما يستغل الهوامش التي يوفرها له الراب للتعبير وإيصال الرسائل الاجتماعية من غير مباشرة..
وهذا يشبه إلى حد كبير ما يحدث في الصحافة عندما تحاول دائما الصحف أن يكون لها خط افتتاحي لا تخرج عنه، ثانيا أكد لنا لطفي أنه يتابع وبدقة كل القضايا الاجتماعية والسياسية وسيتخرج منها مادة لأغانيه، ولذلك لا تخلو أغانيه من أهم القضايا السياسية والاجتماية التي عرفتها الجزائر والوطن العربي،واللافت في شخصية لطفي أنه ينتمي إلى مجموعة الشباب الفنانين المثقفين فهو حامل شهادة جامعية.. ليس هذا وحسب بل وملتزم بالقضايا الإنسانية ومتعلق بها وهو لا يخفي ذلك، وإنما يصرح به علانية.. إنه يذكرنا بكل الفنانين والأدباء والسياسيين الملتزمين بروح القضايا العادلة على مر العصور والأزمنة.
لطفي فضل اكتشاف جيولوجيا الذات الإنسانية
من مواليد 06جويلية1974 بولاية عنابة بحي "لا كولون" من أب موظف وأم ماكثة بالبيت ترتيبه هوالثاني في عائلة مكونة من ولدين و بنت،تلقى تربية محافظة جدا وترعرع في جو يسوده الاحترام الشديد لكل عادات وتقاليد الأسرة الجزائرية ، لهذا ربما كان لطفي بلعمري وهو اسمه الكامل نموذجا للطفل المهذب جدا إلى درجة الاستفزاز كان الخجل هو أهم ميزاته والمشكل الأكبر الذي رافقه حتى السنوات الأولى من شبابه قبل أن يكتشف عالم الموسيقى ووجد في موجة "الراب " التي كانت آنذاك قد دخلت حديثا إلى أوروبا قادمة من أمريكا متنفسا لتفجير شخصيته الحقيقية ولكن احتراف الموسيقى أو حتى مجرد التفكير في ذلك كان من المستحيلات طالما انه لم يكمل دراسته وهو شرط غير قابل للمناقشة بالنسبة للعائلة ..لكن لطفي الذي كان قد أصيب بفيروس اسمه "الراب "كان يمارس هويته خلسة و بعيدا عن الأنظار رغم أن وقت فراغه كان محدودا جدا فالحالة الاجتماعية المتواضعة لعائلته جعلته يتحمل مسؤوليته مبكرا و كان مضطرا للعمل موازاة مع دراسته الجامعية لتأمين مصروفه اليومي الذي كان يقتصد منه حتى جمع ما يكفي لشراء أول آلة موسيقية في حياته وهي آلة "السنتيتيزور " وبمعدات بسيطة جدا قام لطفي بتسجيل بعض المحاولات الغنائية وقدمها لإذاعة عنابة المحلية ومنها شارك في بعض الحفلات الصغيرة التي كشفت له عن التجاوب السريع والكبير للشباب مع أغانيه وكان لطفي قد اشتهر على مستوى ولاية عنابة قبل أن يصدر ألبومه الأول بعد تخرجه من الجامعة بديبلوم مهندس دولة في الجيولوجيا الذي جاء نتيجة لقائه بصديقه "عبد الوهاب " لقد كان الألبوم مختلفا عن كل الأعمال التي قدمت في هذا النوع الغنائي و تميز بجرأة كبيرة في معالجة قضايا الشباب باعتماد أسلوب تركيب جمل تخاطب المستمع بشكل مباشر مدعمة بقافية تجعلها سهلة الحفظ وخفيفة الوقع على المتلقي رغم أبعادها الكبيرة والخطيرة في الكثير من الأحيان الألبوم كان مغامرة حقيقية لهذا استحق اسمه "كاميكاز"، الألبوم حقق رواجا منقطع النظير واعتبر من أهم الانتاجات الفنية لسنة 1997 ويكون بمثابة شهادة ميلاد فرقة " دوبل كانو "التي صار لها جمهورها الخاص الذي ينتظر حديدها بفارغ الصبر ورغم النجاح الذي حققه لطفي وعبد الوهاب معا إلا أن الفرقة لم تصمد طويلا وانتهت بانفصالهما وصاحب دلك موجة من الإشاعات والتوقعات بفشل لطفي في الغناء بعيدا عن عبد الوهاب، رد جاء سريعا عن طريق ألبوم
"كوباي " سنة2004 الدي حقق رقما قياسيا في المبيعات رافعا لطفي الى مصاف نجوم الصف الأول هذا النجاح الذي كرسه بحصوله على جائزة السيزار في فرنسا كأحسن البوم خاص للفيلم الروائي " بنت العم " اليوم وبعد 11 البوم غنائي يمكن القول أن لطفي حالة خاصة جدا في الساحة الغنائية الجزائرية ،المطرب المشاغب والمتمرد الذي فضل أن يمارس جيولوجيا اكتشاف الذات الإنسانية بعيدا عن جيولوجيا التخصص التي درسها.
ميلود بن عمار
لطفي "دوبل كانون": "يعجبني نحناح و»الراب« وسيلتي لنشر الدين"
عندما تسمع لطفي وهاب أو »الدوبل كانون« تجد صورة أخرى لشاب داعية إسلامي لا يختلف عن عمرو خالد، شاب جامعي تخصص جيولوجيا المناجم ولكنه متشبع بالثقافة الإسلامية حد النخاع، حافظ للأحاديث والقرآن وكلمات لحسن البنا، شاب من عائلة محافظة زاده المسجد الذي تربى فيه أخلاقا وثقافة دينية عميقة. وعن الجمع بين المتناقضين »الراب« والخطاب الديني، قال لطفي إنه لم يخلق للغناء وليس هدفه الغناء والشهرة بل ويستحي أن يقول إنه »مغني«، والفن عنده رسالة بل هو »صاحب قضية«، كما قال مضيفا »هناك من يقول لي مستغربا تغني »الراب« وتنشر الإسلام والدين«، ليجيب »أتحدث عن الأخلاق الإسلامية مثلما نتحدث عنها في لوحة أو جريدة، والمهم المساهمة في إنجاز كل ما هو إيجابي فعندما كان الحجاب »طابو« والصلاة في المسجد لا يتحدث عنها أحد ويستهزأ من المتحجبات في وقت »تتكسل« صاحبات »الميني«، مع إيماني بالحرية الشخصية غنيت عن الحجاب والصلاة ووضعت عمرو خالد في الشريط هل هدفي تجاري أبدا والله«.
وعن خطابه الديني الذي كان أول من أدخله في »الراب«، قال لطفي إن الدين حياته التي يمارسها يوميا بفضل تربيته في المسجد، والغناء ليس هدفه بل »هدفي الرسالة ولو توقف سكّير عن شرب الخمر وتأثر بأغنيتي هذا يكفيني«، ليضيف قائلا »فذكّر إن الذكرى تنفع المؤمنين، أرفض أغاني »الراب« التي تهدم وتوصل الشباب للهاوية«.
وعن الوجوه الدعوية التي أعجب بها، قال لطفي إن أحسن شخصية إسلامية جزائرية هي نحناح لأنه »لم يكن متهورا ومتحمسا وفوضويا، بل كان يعمل بالعقل والتدريج وتساءل من من الأحزاب له جمعية مثل الإرشاد والإصلاح وما كانت تقوم به في كامل الوطن«. أما الوجه الدعوي العربي الذي يكنّ له لطفي احتراما ويتأثر به فهو عمرو خالد الذي تعرّض لحملات »لأن البعض لم يستوعب أن الإسلام وخطابه لابد أن يكون عصريا ومتجددا«.
وربما كانت التربية العائلية والمسجدية هي الفرامل التي يعتمدها الفنان لطفي وهو في كامل شهرته وفي عالم فني مغري يقول عنه »عالم صعب ومغرياته كثيرة ونحاول دائما أن نلتزم بمبادئنا وتربيتنا والحمد لله ما تزال الأحاديث والصور منقوشة بداخلنا«، ليضيف »أنا تربيت في المسجد، وأنا صاحب رسالة وهدفي نشر الخير والأخلاق وتقديم النصيحة والنصيحة من الدين«، وتساءل »كيف تقنع شابا ليبتعد عن الخمر والمخدرات والعودة إلى الدين وتحسين علاقته مع الله أليس بكلام شبابي مقنع خارج من الوسط«. وبخصوص الحديث عن الإسلام وحتى التكبير والتهليل، قال لطفي مبتسما »هناك من الأصدقاء السلفيين من قالوا لي هذا غير مشروع في أغاني »الراب««، ليرد قائلا لهم »أنتم حين تذكرونه يصل إلى بعض القلة ولكن إن ذكرته أنا فسيسمع ويتأثر 50 ألف مستمع«. وهي نفس الفكرة التي ظل يذكرها لنا لطفي طيلة لقائه معنا بـ "الشروق" قائلا »أنا داع بالغناء الذي هو وسيلتي وليس غايتي، وخطابي الديني »مودرن««.
فاطمة رحماني
المواضيع كسّرت الطابوهات : "تأثرت كثيرا بقصة "الحرّاق" لخضر وسأخلدها في أغنية"
يتابع لطفي "دوبل كانون" مثله مثل أي مواطن جزائري مستجدات الشارع الجزائري والعربي، ولا تستغربوا إن قلنا لكم إنه بانتظار ما سيفصح عنه مخاض ملف الأجور وتعديل الدستور والكشف عن قائمة الفساد التي تتصدرها فضيحة الخليفة لسببين، الأول كونه جزائريا مريضا بـ "التقرعيج" والثاني ليستلهم منه مواضيع إضافية لأغانيه الساخرة. هي مستجدات ننتظرها جميعا للاستمتاع والترفيه ومتابعة جديده، وينتظرها القادة لجسّ نبض الشارع ومعرفة ما يدور به بكلماته النافذة التي تصل إلى كل الآذان والتي كسّرت الكثير من الطابوهات منها "طابو" الحجاب الذي أسال الكثير من الحبر في العديد من المناسبات سواء الوطنية أو العالمية مثلما حدث في مصر ويحدث في تونس التي يحبه شبابها كثيرا بما أن "الراب" الجزائري -حسب أهل الميدان- نافذة "الراب" العربي وأولى لبناته. وتناول كذلك مواضيع لصيقة بالعائلة الجزائرية كالطلاق والخيانة وزوجة الأب واليتم وغيرها غير أن أهم ما يجذبنا في كلمات أغانيه المستمدة من الشارع والمهذبة والراقية كثيرا تأثره الكبير بموجة المنشدين العرب، وقال عن نفسه إنه مصلح على طريقته "وكل أغنياتي بناءة ومدروسة ،لأن هدفي الأول والأخير إرشاد الشباب وإبعاده عن بوتقة الانحراف والضياع". وكان التأثر كبيرا وباديا على لطفي وهو يتحدث عن الشباب وحلمه الكبير في الالتحاق بما وراء الضفة الأخرى وشارف على البكاء ونحن نردد على مسامعه قصة "الحرّاق" لخضر الذي نشرت "الشروق اليومي" رسالته الأخيرة المكتوبة على ورق علبة السجائر لوالديه والتي طلب من خلالها الصفح والسماح منهما على الألم الذي سبّبه لهما وهو يصارع الموت، ليدرك في آخر المطاف أن الحياة تنتهي هنا ولا تبدأ، ووعد بإدراج موضوعهافي إحدى أغانيه القادمة ليخلّدها بعد أن طلب نسخة من الأرشيف وضمها إلى أشيائه.
قصة الوشاح الفلسطيني
كان لطفي "دوبل كانون" لدى زيارته لمقر جريدة "الشروق اليومي" متوشحا بوشاح فلسطيني ظهر به مؤخرا في كامل حفلاته ولا يفارقه أبدا. ولدى استفسارنا عن خلفية توشحه به إن كان فقط للتضامن مع القضية الفلسطينية، أخبرنا بفخر كبير أنه يعود لشهيد فلسطيني اسمه "لطفي" استشهد غدرا بالأراضي، والمميز في شخصه قبعته باللونين الأسود والأبيض التي تحمل على جنباتها اسمه الفني، مما جعلها مميزة وفريدة من نوعها، فهل هو التميز أم في الموضوع أشياء أخرى يا لطفي؟
لطفي أول من يوقّع على السجل الذهبي: "نموت ويحيا الحق"
تابع :-
رد: لطفي دوبل كانون في ضيافة العدد الثاني من المنتدى الثقافي
إيمانا منا بضرورة تخليد كامل الوجوه التي شرّفت منتدى "الشروق اليومي" الثقافي، ارتأينا سنَّ ما يعرف بتوقيع ضيوفنا الأكارم في سجلنا الذهبي، وأردنا الانطلاقة بصبغة من التمرد والشبابية وسلمنا أولى النفحات لمطرب "الراب" لطفي "دوبل كانون" الذي حيّا قراءنا الأعزاء قائلا : "إلى قراء جريدة "الشروق اليومي" وكل الصحافيين والقائمين على نشر ونقل الحقيقة إلى الشعب الجزائري" لطفي معامر.. "نموت ويحيا الحق".
اعتبر حدة أغانيه التزاما بواقع المجتمع : لطفي دوبل كانون... أرفض بيع نفسي للسياسيين
لم يكن لطفي دوبل كانون ضيفا عاديا لدى نزوله على المنتدى الثقافي "للشروق اليومي"، حيث خلق حركة كبيرة وسط الصحافيين الذين تحلقوا حول لطفي خاصة وأنه كشف عن وجه آخر غير ذلك الذي نعرفه عنه. لطفي، تحدث للشروق في كل شيء، عن حفل الافتتاح في عاصمة الثقافة العربية وعن حفلته الأخيرة في تونس وصولا إلى نوعية الكتب التي يقرأها. لطفي دوبل كانون، ينتمي إلى موجة الراب السياسية والتي بقي هو الوحيد الذي شهد نجمه صعودا مستمرا، لأنه ظل وفيّا للشعب الذي انطلق منه ولعمق المجتمع، لأن الراب ـ يقول لطفي ـ لو تهذّب يفقد معناه ويخرج عن إطاره الطبيعي، كون المجتمع الجزائري »مجتمعا مخلطا« ومعقدا لا يمكن التعبير عنه بصدق إلا بتلك اللغة التي تشكل مزيجا بين العربية والفرنسية. ومن هنا يؤمن دوبل كانون أن الراب بضاعة محلية بحتة وكل بلد له »رابه« الخاص به، وليس أدلّ على ذلك من بداية صعود هذه الموجة مؤخرا في العراق، لأن هذا الطابع من الأغنية سهل التأقلم ويتم انتشاره بسرعة لأنه لا يتطلب أكثر من الالتحام مع الشعب، خاصة في الأزمات. لطفي دوبل كانون، الذي لم يسبق له أن غادر الجزائر أو غنّى في أية دولة عربية بسبب طابع أغانيه السياسية الاستفزازية، وليست هناك أي دولة عربية تقبل كل ذلك الكم الهائل من الانتقادات والتجريح السياسي الذي تحتويه أغانيه، ولعل الحفل الأخير في تونس خير دليل، حيث تدخلت وزارة الداخلية لإلغاء الحفل تحت حجة رسمية كون قاعة كوليتزي بتونس لا يمكنها أن تستوعب كل ذاك الكم الهائل من الشباب... غير أن السبب الخفي كان بسبب أغنية »بلاد في لفريك« والتي اعتبرت يوم أداها لطفي ضد النظام التونسي. ومن المستبعد جدا ـ يقول لطفي ـ أن أعود للغناء في تونس بسبب طابع الأغاني التي تنحو كلها منحًى سياسياً وهذا ما جعل المطرب دوبل كانون تحت أعين المسؤولين الذين طالما عرّض بهم في أغانيه العديدة. ومع ذلك بقي لطفي محافظا على حياده وعلى الخيط الرفيع الذي يربطه بالمسؤولين، لأن مطرب الراب لو باع نفسه للمسؤول لن تبقى له أي مصداقية، لأن الراب يتطلب محيطا خاصا ليزدهر، لهذا يعتبر ضيف الشروق أن الشارع أحسن مدرسة للراب الذي يستلهم منه مواضيعه وفقا لعقليات الشباب. والجدير بالذكر، أن لطفي يعتبر الراب مدرسة بناءة لتمرير خطاب إيجابي للشباب، لذلك لا يكف عن الاستشهاد بالأحاديث والآيات القرآنية وحتى كتب حسن البنا.
ما يحدث في العراق عار العرب... وبين حماس وفتح سوء تفاهم
يعتبر لطفي من بين المطربين القلائل المتابعين للشأن السياسي، سواء كان في الداخل أو في الخارج، ولا يتوانى عن استخدام ذلك في أغانيه. وفي هذا الشأن يعتبر لطفي ما يحدث اليوم في العراق عار العرب جميعا. أما بشأن ما يحدث في فلسطين، فاعتبر صاحب أغنية »البلاد مقسومة بين 5 عباد«، أن ما يحدث بين حماس وحركة فتح هو سوء تفاهم غذّته السياسة الإسرائيلية ليصير خلافا كبيرا، ثم شقاقا، ليسهل عليها تفريق الشارع الفلسطيني وتحطيم نضال شعب بأكمله. فلا يعقل ـ يقول المتحدث ـ أن تعمل حركة فتح على تضييع كل تاريخها على امتداد 40 سنة من الكفاح وتعترف بإسرائيل. وهنا يفتح لطفي قوسا ليقارن بين نضال الشعب الفلسطيني والجزائري ضد الاستعمار الفرنسي وكيف انتهجت جبهة التحرير آنذاك كل الطرق والوسائل للتفاوض والحصول على الاستقلال.
انتظروا مشاكل جديدة.. تعديل وزاري.. أبو جرة والمحروقات..
عندما يتحدث لطفي »دوبل كانون« لا تشم رائحة البارود ولا صوت طلقات الرصاص رغم أنها الحرب المعلنة وبالكلمات العارية من أي مواربة أو كناية أو نفاق أو ديبلوماسية أو هادنة، إنها الحرب والحرب مع لطفي دائما (حنكة) وبنتائج للبناء وإسماع آهات الصامتين من الشباب وكل الشارع، لأنه خُلق كما قال »لأرى الوجه الآخر للأشياء ولقراءة ما بين الأسطر وما وراء الصورة«. وعن هذا وعن ألبومه الجديد انتظروا طلقات من العيار الثقيل وكلها مواضيع يتحدث عنها الشارع في المقاهي والحافلات والحمامات والأرياف والجزائر العميقة. مواضيع مضحكة ومبكية معا مثل قائمة المفسدين الكبار في الدولة التي رفعها أبو جرة سلطاني وكادت أن تنفجر على رأسه ليؤكد ـ الفنان لطفلي ـ »أنها قائمة طويلة ومتجددة«، لأن »الحالة مخلطة« كما قال. قضية التعديل الوزاري المرتقب التي جعلت الوزراء يضربون أخماسا في أسداس، ستكون أغنية منشارية في ألبومه القادم، كما ستكون قضية مراجعة قانون المحروقات موضوع أغنية، وعنه قال »دوبل كانون« »مليح تصحيح الخطأ ولكن لماذا الخطأ من البداية!؟« ويبقى موضوع إعدام صدام بتلك الصورة »وهو أنها« هو أقسى موضوع سيؤديه لطفي لأنه -حسبه- »ضربت كل الأمة«!!
فاطمة.ر
أعتزل أو لا أعتزل »ما زالت ما تسڤمتش الحالة«
استغرب جميع الذين حضروا اللقاء كيف اعترف لطفي وهو في أوجّ شهرته قائلا »استحي أن أحشر يوم القيامة مع المغنيين« و»أستحي أن أقول لأحد أنني مغني«!! وبخصوص تفكيره في اعتزال هذا العالم الذي يرفض فيه العديد من الصور والسلوكات، قال لطفي معترفا إنه فكر لعدة مرات أن يترك عالم »الراب« ويعتزل نهائيا ليجد نفسه يعود متفجرا بالكتابة »لم أستطع الاعتزال عندي ما أقول«، ووجد أمورا كثيرة »مخلطة« و»كوارث«، ليضيف »مازال ما تسقمتش الدعوة وهناك ما أقوله«، ليعود »فعلا سيأتي يوم أعتزل ولن أظل مغني »راب« لأنني أصلا أرفض مهنة مغني التي لا تزال عندنا كلمة »سلبية ومشينة««. وأكمل كلامه المباح بما قال حسن البنا »يأتي الإسلام يوم القيامة ليشير هذا خذلني ولا أتمنى أن يشار إلي ولذلك سأقول كلمتي ورسالتي وأتمنى فعلا أن أبلغ قضيتي«.
فاطمة رحماني
لطفي مشاغب، زاده الكلمات »بجرعة عالية«
يعترف الفنان لطفي في لقاء مع "الشروق" أنه مشاغب، لا يمثل ولا يفتعل القضايا بل يعيشها من خلال آهات الشباب المتعب بالقهر والبطالة والحرقة، ومن صورة »الزواولة« المنتشرين في الولايات والمدن المنسية والمنتشرة في الجزائر العميقة. كما يعترف أنه لا يهتم كثيرا بالغناء في الخارج للمهاجرين الذين يدخلون »الحفل« للرقص متعطرين بأغلى العطور، ولكنه »يغني للشباب الجزائري الذي يتنفس ويفرّغ شحنات الحزن والتعب والألم الساكنة بداخله«. لطفي وفي رصيده الفني، الذي يبلغ عشر سنوات وبكلمات قال إنها »لغة المجتمع والشارع الشعبي« و»لغة الشعب«، ألبومات أحرجت وزعزعت المسكوت عنه في السياسة ونزعت أقنعة رجال و»نساء« السياسة والعسكر أيضا، كما عرفت فضائح المجتمع والطابوهات مثل سرقة الكبار والبطالة والحجاب والإسلام والأحزاب، ولا تزال القائمة مفتوحة بالانتقال إلى مواضيع دولية مثل أغانيه عن الرسومات الكاريكاتورية والإساءة للرسول من طرف البابا بنيديكت، وأغنيته عن دولة مجاورة منعت التدين ولبس الحجاب، وغيرها من الملفات »الدبلوماسية« ذات الجرعة الزائدة من »الشطة« أو »الفلفل« لدرجة أنه كاد في الحفل الذي كان مقررا في تونس مؤخرا أن يكون وراء كارثة شبانية تحوّل فيها المئات من الشباب التونسيين إلى ما يشبه »الشناوة« أو الشباب الجزائري في أعلى مراحل هيجانه المعتادة لأن أغانيه الثائرة والمناهضة للساسة والسياسيين وقهرهم بشتى أنواعه. وكانت النتيجة إلغاء الحفل بأمر من وزارة الداخلية التونسية وبحجة مردودة، أن قاعة »الكوليزي« لا تكفي الأعداد الكبيرة من عشاق لطفي!!
فمن قال إن أغاني لطفي المدفعية لا تهدّد دول الجوار!
اعتبر حدة أغانيه التزاما بواقع المجتمع : لطفي دوبل كانون... أرفض بيع نفسي للسياسيين
لم يكن لطفي دوبل كانون ضيفا عاديا لدى نزوله على المنتدى الثقافي "للشروق اليومي"، حيث خلق حركة كبيرة وسط الصحافيين الذين تحلقوا حول لطفي خاصة وأنه كشف عن وجه آخر غير ذلك الذي نعرفه عنه. لطفي، تحدث للشروق في كل شيء، عن حفل الافتتاح في عاصمة الثقافة العربية وعن حفلته الأخيرة في تونس وصولا إلى نوعية الكتب التي يقرأها. لطفي دوبل كانون، ينتمي إلى موجة الراب السياسية والتي بقي هو الوحيد الذي شهد نجمه صعودا مستمرا، لأنه ظل وفيّا للشعب الذي انطلق منه ولعمق المجتمع، لأن الراب ـ يقول لطفي ـ لو تهذّب يفقد معناه ويخرج عن إطاره الطبيعي، كون المجتمع الجزائري »مجتمعا مخلطا« ومعقدا لا يمكن التعبير عنه بصدق إلا بتلك اللغة التي تشكل مزيجا بين العربية والفرنسية. ومن هنا يؤمن دوبل كانون أن الراب بضاعة محلية بحتة وكل بلد له »رابه« الخاص به، وليس أدلّ على ذلك من بداية صعود هذه الموجة مؤخرا في العراق، لأن هذا الطابع من الأغنية سهل التأقلم ويتم انتشاره بسرعة لأنه لا يتطلب أكثر من الالتحام مع الشعب، خاصة في الأزمات. لطفي دوبل كانون، الذي لم يسبق له أن غادر الجزائر أو غنّى في أية دولة عربية بسبب طابع أغانيه السياسية الاستفزازية، وليست هناك أي دولة عربية تقبل كل ذلك الكم الهائل من الانتقادات والتجريح السياسي الذي تحتويه أغانيه، ولعل الحفل الأخير في تونس خير دليل، حيث تدخلت وزارة الداخلية لإلغاء الحفل تحت حجة رسمية كون قاعة كوليتزي بتونس لا يمكنها أن تستوعب كل ذاك الكم الهائل من الشباب... غير أن السبب الخفي كان بسبب أغنية »بلاد في لفريك« والتي اعتبرت يوم أداها لطفي ضد النظام التونسي. ومن المستبعد جدا ـ يقول لطفي ـ أن أعود للغناء في تونس بسبب طابع الأغاني التي تنحو كلها منحًى سياسياً وهذا ما جعل المطرب دوبل كانون تحت أعين المسؤولين الذين طالما عرّض بهم في أغانيه العديدة. ومع ذلك بقي لطفي محافظا على حياده وعلى الخيط الرفيع الذي يربطه بالمسؤولين، لأن مطرب الراب لو باع نفسه للمسؤول لن تبقى له أي مصداقية، لأن الراب يتطلب محيطا خاصا ليزدهر، لهذا يعتبر ضيف الشروق أن الشارع أحسن مدرسة للراب الذي يستلهم منه مواضيعه وفقا لعقليات الشباب. والجدير بالذكر، أن لطفي يعتبر الراب مدرسة بناءة لتمرير خطاب إيجابي للشباب، لذلك لا يكف عن الاستشهاد بالأحاديث والآيات القرآنية وحتى كتب حسن البنا.
ما يحدث في العراق عار العرب... وبين حماس وفتح سوء تفاهم
يعتبر لطفي من بين المطربين القلائل المتابعين للشأن السياسي، سواء كان في الداخل أو في الخارج، ولا يتوانى عن استخدام ذلك في أغانيه. وفي هذا الشأن يعتبر لطفي ما يحدث اليوم في العراق عار العرب جميعا. أما بشأن ما يحدث في فلسطين، فاعتبر صاحب أغنية »البلاد مقسومة بين 5 عباد«، أن ما يحدث بين حماس وحركة فتح هو سوء تفاهم غذّته السياسة الإسرائيلية ليصير خلافا كبيرا، ثم شقاقا، ليسهل عليها تفريق الشارع الفلسطيني وتحطيم نضال شعب بأكمله. فلا يعقل ـ يقول المتحدث ـ أن تعمل حركة فتح على تضييع كل تاريخها على امتداد 40 سنة من الكفاح وتعترف بإسرائيل. وهنا يفتح لطفي قوسا ليقارن بين نضال الشعب الفلسطيني والجزائري ضد الاستعمار الفرنسي وكيف انتهجت جبهة التحرير آنذاك كل الطرق والوسائل للتفاوض والحصول على الاستقلال.
انتظروا مشاكل جديدة.. تعديل وزاري.. أبو جرة والمحروقات..
عندما يتحدث لطفي »دوبل كانون« لا تشم رائحة البارود ولا صوت طلقات الرصاص رغم أنها الحرب المعلنة وبالكلمات العارية من أي مواربة أو كناية أو نفاق أو ديبلوماسية أو هادنة، إنها الحرب والحرب مع لطفي دائما (حنكة) وبنتائج للبناء وإسماع آهات الصامتين من الشباب وكل الشارع، لأنه خُلق كما قال »لأرى الوجه الآخر للأشياء ولقراءة ما بين الأسطر وما وراء الصورة«. وعن هذا وعن ألبومه الجديد انتظروا طلقات من العيار الثقيل وكلها مواضيع يتحدث عنها الشارع في المقاهي والحافلات والحمامات والأرياف والجزائر العميقة. مواضيع مضحكة ومبكية معا مثل قائمة المفسدين الكبار في الدولة التي رفعها أبو جرة سلطاني وكادت أن تنفجر على رأسه ليؤكد ـ الفنان لطفلي ـ »أنها قائمة طويلة ومتجددة«، لأن »الحالة مخلطة« كما قال. قضية التعديل الوزاري المرتقب التي جعلت الوزراء يضربون أخماسا في أسداس، ستكون أغنية منشارية في ألبومه القادم، كما ستكون قضية مراجعة قانون المحروقات موضوع أغنية، وعنه قال »دوبل كانون« »مليح تصحيح الخطأ ولكن لماذا الخطأ من البداية!؟« ويبقى موضوع إعدام صدام بتلك الصورة »وهو أنها« هو أقسى موضوع سيؤديه لطفي لأنه -حسبه- »ضربت كل الأمة«!!
فاطمة.ر
أعتزل أو لا أعتزل »ما زالت ما تسڤمتش الحالة«
استغرب جميع الذين حضروا اللقاء كيف اعترف لطفي وهو في أوجّ شهرته قائلا »استحي أن أحشر يوم القيامة مع المغنيين« و»أستحي أن أقول لأحد أنني مغني«!! وبخصوص تفكيره في اعتزال هذا العالم الذي يرفض فيه العديد من الصور والسلوكات، قال لطفي معترفا إنه فكر لعدة مرات أن يترك عالم »الراب« ويعتزل نهائيا ليجد نفسه يعود متفجرا بالكتابة »لم أستطع الاعتزال عندي ما أقول«، ووجد أمورا كثيرة »مخلطة« و»كوارث«، ليضيف »مازال ما تسقمتش الدعوة وهناك ما أقوله«، ليعود »فعلا سيأتي يوم أعتزل ولن أظل مغني »راب« لأنني أصلا أرفض مهنة مغني التي لا تزال عندنا كلمة »سلبية ومشينة««. وأكمل كلامه المباح بما قال حسن البنا »يأتي الإسلام يوم القيامة ليشير هذا خذلني ولا أتمنى أن يشار إلي ولذلك سأقول كلمتي ورسالتي وأتمنى فعلا أن أبلغ قضيتي«.
فاطمة رحماني
لطفي مشاغب، زاده الكلمات »بجرعة عالية«
يعترف الفنان لطفي في لقاء مع "الشروق" أنه مشاغب، لا يمثل ولا يفتعل القضايا بل يعيشها من خلال آهات الشباب المتعب بالقهر والبطالة والحرقة، ومن صورة »الزواولة« المنتشرين في الولايات والمدن المنسية والمنتشرة في الجزائر العميقة. كما يعترف أنه لا يهتم كثيرا بالغناء في الخارج للمهاجرين الذين يدخلون »الحفل« للرقص متعطرين بأغلى العطور، ولكنه »يغني للشباب الجزائري الذي يتنفس ويفرّغ شحنات الحزن والتعب والألم الساكنة بداخله«. لطفي وفي رصيده الفني، الذي يبلغ عشر سنوات وبكلمات قال إنها »لغة المجتمع والشارع الشعبي« و»لغة الشعب«، ألبومات أحرجت وزعزعت المسكوت عنه في السياسة ونزعت أقنعة رجال و»نساء« السياسة والعسكر أيضا، كما عرفت فضائح المجتمع والطابوهات مثل سرقة الكبار والبطالة والحجاب والإسلام والأحزاب، ولا تزال القائمة مفتوحة بالانتقال إلى مواضيع دولية مثل أغانيه عن الرسومات الكاريكاتورية والإساءة للرسول من طرف البابا بنيديكت، وأغنيته عن دولة مجاورة منعت التدين ولبس الحجاب، وغيرها من الملفات »الدبلوماسية« ذات الجرعة الزائدة من »الشطة« أو »الفلفل« لدرجة أنه كاد في الحفل الذي كان مقررا في تونس مؤخرا أن يكون وراء كارثة شبانية تحوّل فيها المئات من الشباب التونسيين إلى ما يشبه »الشناوة« أو الشباب الجزائري في أعلى مراحل هيجانه المعتادة لأن أغانيه الثائرة والمناهضة للساسة والسياسيين وقهرهم بشتى أنواعه. وكانت النتيجة إلغاء الحفل بأمر من وزارة الداخلية التونسية وبحجة مردودة، أن قاعة »الكوليزي« لا تكفي الأعداد الكبيرة من عشاق لطفي!!
فمن قال إن أغاني لطفي المدفعية لا تهدّد دول الجوار!
رد: لطفي دوبل كانون في ضيافة العدد الثاني من المنتدى الثقافي
وعن هذا الدور الذي اقتنع به لطفي في رفضه وثورته الدائمة، قال في رده على الشروق »الله أعطاني قدرة على التعبير، أنا أقول الحقيقة وغرضي ليس المشاغبة من أجل تهييج الشباب«، مضيفا »الساكت عن الحق شيطان أخرس«، ولكنه استطرد بعفوية »أنا انتقد الوضع لأقول لهم إننا لن نسكت ومع هذا لست إنسان مشاكل بل المشاكل ما تزال أكثر مرارة عن ما أقوله في أغاني«. ويؤكد لطفي الذي نزل ضيفا على منتدى »الشروق« أن هدفه ليس التجارة لأن التجارة في أغاني مثل »جوزيفين« التي بلغت بالآلاف وأغاني »الراب« الذي ينتهجها أغاني محفوفة بالمخاطر سواء مشاكل من العدالة أو مع رموز السلطة »ولا أريد أن أذكرها«. ويعود لطفي وفي عينيه حزن وأسى قائلا لـ »الشروق«: »إن معاناة الشباب المهاجر بدون وثائق ـ معاناة قاسية عندما يبيتون على »الكرطون« ويؤجرون مخادع هاتف للمبيت، أنا أخمد الجراح، جراح المطحونين و»الزواولة«، فجميل أن تنفس عنهم وتسمع آهاتهم«، مؤكدا أنه لا يستغل معاناتهم تجاريا بل يعيشها معهم وهو مرآتهم »المسلم مرآة أخيه« استشهد لطفي.
هذا الشغب وهذه الثورة الخفية يحسن صناعتهما الفنان لطفي بكلماته يجعلاه يتحمل أيضا بعض الحقن أو »التشكات« من بعض المسؤولين والعسكر وكل بطريقته. فأغنية »بلاد ميكي« التي انتقد فيها الرئيس السابق الشاذلي ولعبة 60 حزبا، قال لطفي إنه بُلغ برسالة من طرف جهة عبرت فيها عن انزعاجها من »حزب أب الديمقراطية«، وأنه »لا يعرف شيئا وأنه موظف لحساب جهة أخرى«. في نفس السياق، قال لطفي إن جهات عديدة تعبّر له عن استيائها مما يقوله على الركح وأمام الآلاف من الشباب وتعبّر له أنه »قد اشترته جهة أخرى« ليقسم للحضور في منتدى »الشروق« »أنا لا يشتريني أحد ولا يغريني أحد رغم ما قدم لي من إغراءات مختلفة ومتنوعة المصادر«، وعن مشاركاته وإقحامه في عروض قال لطفي إنه لا يستغل من طرف أحد بل هو من يستغل العروض ليقدم رسالته مثلما حدث في القاعة البيضوية أثناء حفل افتتاح سنة الثقافة العربية، أين تجاوز النص وارتجل نصا جديدا عبّر فيه عن موقفه من إعدام صدام وفلسطين وبتهليلات وتكبيرات وأدعية حرّكت القاعة والجمهور، وهو ذات المقطع الذي أعجب به الرئيس الجزائري، قال لطفي ربما لأنه »لم يكن مفتعلا ومنافقا بل صريحا وعبّر عن العمق«، ليضيف »إذا أراد أحد استغلالي فأنا أعرف من أين تؤكل الكتف وأظل صاحب رسالة ودعوة!!«.
"الراب" اكتسب قوته من الشارع: "الشعب يعتبرنا "جرنال" ويبحث عن خرجاتنا"
لن نختلف مع كثيرين منكم إن اعتبرنا مطرب "الراب" لطفي "دوبل كانون" المطرب الأكثر شعبية بين مختلف شرائح المجتمع بما فيها شريحة الأطفال الصغار، فمن منا لم يردّد كلمات أغنية "بوراكة" التي اعتمدها الممثل حميد عاشوري "جنريك" لحصته الرمضانية لأكثر من سنتين متعاقبتين، وبنفس الروح الرياضية وحب النكتة أطلّ علينا المطرب الشاب في منتدى "الشروق الثقافي". فلطفي الذي أحبه الجميع ابن حي شعبي يستمد مواضيع أغانيه من الوسط الاجتماعي، إذ يعتبر نفسه مرآة عاكسة لأقرانه وللجيل الذي جاء بعده، فتغنى بالحقرة والتمييز و"لأكتاف"، وهو واقع وجد نفسه فيه مثله مثل أي شاب جزائري، حيث قاسى مرارة البطالة بعد التخرج واشتغل في مهن مختلفة أقل بكثير من مستواه الدراسي الجامعي منها تقني صوت، ورافقته أحلام في الانضمام إلى مجمّع سوناطراك بما أنه مهندس في الجيولوجيا، غير أن عدم حصوله على البطاقة الصفراء "بطاقة الخدمة العسكرية" حرمه من ذلك، وهذا ما غرس في وجدانه حب الحرقة واكتشاف ما يوجد بالضفة الأخرى لسنوات طويلة، مما ينفي وبشدة ما أشيع عنه في بداياته الفنية حينما نعتوه بابن "الجنرال" وهذا ما أبكى والده كثيرا حينها، كون لطفي من عائلة جد متواضعة ورغم هذا شريفة ومتدينة إلى أقصى درجة، حيث أن لطفي ومنذ نعومة أظافره كان مداوما على حفظ القرآن في المسجد المجاور لمسكنه.
ويضيف لطفي في سياق كلامه أن المجتمع الجزائري يعتبره "جرنال" يتهافتون على الاطلاع على جديده والمواضيع التي يتناولها لأنه يعبّر عن واقع الملايين ويبرز معاناتهم للسلطات العليا في البلاد، فبمجرد استماعك لأغانيه تجد أنه يحمل آلام وآمال الملايين من داخل الوطن وخارجه، كما يحاول فضح السياسات الخاطئة التي ينتهجها الساسة والمسؤولون في توجيه حياة الشعب، لهذا يصف الكثيرون ما يقدمه لطفي "تمنشيرا علنيا" في السلطة وأعوانها من شرطة وإداريين وغيرهم، لكن يقصد من وراء هذا كله البناء وإصلاح حال المجتمع. لطفي الذي كان هادئا ومتمتعا بروح النكتة بادرنا بالحديث بكل تلقائية عن جمال البلاد وضرورة البناء فيها وإصلاح حال الشعب عموما والشباب خصوصا، بما أن الضفة الأخرى التي يصلها الكثيرون عن طريق "الحرقة" لا تعدهم بالكثير على عكس ما يشاع في أوساط الشباب، مستدلا بما عاناه هو شخصيا رغم نجوميته وما يعانيه شباب آخرون في الغربة من هاجس الطرد والترحيل إلى هاجس عدم إتاحة فرص العمل حتى لأولئك المتخرجين من الجامعات الجزائرية والذين لا يساوي دبلومهم هناك شيئا، واستدل بأولئك الذين يقاسون في كندا ومع هذا لا يجدون من وسيلة للرجوع لأن العودة تعني الفشل.
التعليقات مملوكة لأصحابها. نحن غير مسؤولين عن محتواها.
هذا الشغب وهذه الثورة الخفية يحسن صناعتهما الفنان لطفي بكلماته يجعلاه يتحمل أيضا بعض الحقن أو »التشكات« من بعض المسؤولين والعسكر وكل بطريقته. فأغنية »بلاد ميكي« التي انتقد فيها الرئيس السابق الشاذلي ولعبة 60 حزبا، قال لطفي إنه بُلغ برسالة من طرف جهة عبرت فيها عن انزعاجها من »حزب أب الديمقراطية«، وأنه »لا يعرف شيئا وأنه موظف لحساب جهة أخرى«. في نفس السياق، قال لطفي إن جهات عديدة تعبّر له عن استيائها مما يقوله على الركح وأمام الآلاف من الشباب وتعبّر له أنه »قد اشترته جهة أخرى« ليقسم للحضور في منتدى »الشروق« »أنا لا يشتريني أحد ولا يغريني أحد رغم ما قدم لي من إغراءات مختلفة ومتنوعة المصادر«، وعن مشاركاته وإقحامه في عروض قال لطفي إنه لا يستغل من طرف أحد بل هو من يستغل العروض ليقدم رسالته مثلما حدث في القاعة البيضوية أثناء حفل افتتاح سنة الثقافة العربية، أين تجاوز النص وارتجل نصا جديدا عبّر فيه عن موقفه من إعدام صدام وفلسطين وبتهليلات وتكبيرات وأدعية حرّكت القاعة والجمهور، وهو ذات المقطع الذي أعجب به الرئيس الجزائري، قال لطفي ربما لأنه »لم يكن مفتعلا ومنافقا بل صريحا وعبّر عن العمق«، ليضيف »إذا أراد أحد استغلالي فأنا أعرف من أين تؤكل الكتف وأظل صاحب رسالة ودعوة!!«.
"الراب" اكتسب قوته من الشارع: "الشعب يعتبرنا "جرنال" ويبحث عن خرجاتنا"
لن نختلف مع كثيرين منكم إن اعتبرنا مطرب "الراب" لطفي "دوبل كانون" المطرب الأكثر شعبية بين مختلف شرائح المجتمع بما فيها شريحة الأطفال الصغار، فمن منا لم يردّد كلمات أغنية "بوراكة" التي اعتمدها الممثل حميد عاشوري "جنريك" لحصته الرمضانية لأكثر من سنتين متعاقبتين، وبنفس الروح الرياضية وحب النكتة أطلّ علينا المطرب الشاب في منتدى "الشروق الثقافي". فلطفي الذي أحبه الجميع ابن حي شعبي يستمد مواضيع أغانيه من الوسط الاجتماعي، إذ يعتبر نفسه مرآة عاكسة لأقرانه وللجيل الذي جاء بعده، فتغنى بالحقرة والتمييز و"لأكتاف"، وهو واقع وجد نفسه فيه مثله مثل أي شاب جزائري، حيث قاسى مرارة البطالة بعد التخرج واشتغل في مهن مختلفة أقل بكثير من مستواه الدراسي الجامعي منها تقني صوت، ورافقته أحلام في الانضمام إلى مجمّع سوناطراك بما أنه مهندس في الجيولوجيا، غير أن عدم حصوله على البطاقة الصفراء "بطاقة الخدمة العسكرية" حرمه من ذلك، وهذا ما غرس في وجدانه حب الحرقة واكتشاف ما يوجد بالضفة الأخرى لسنوات طويلة، مما ينفي وبشدة ما أشيع عنه في بداياته الفنية حينما نعتوه بابن "الجنرال" وهذا ما أبكى والده كثيرا حينها، كون لطفي من عائلة جد متواضعة ورغم هذا شريفة ومتدينة إلى أقصى درجة، حيث أن لطفي ومنذ نعومة أظافره كان مداوما على حفظ القرآن في المسجد المجاور لمسكنه.
ويضيف لطفي في سياق كلامه أن المجتمع الجزائري يعتبره "جرنال" يتهافتون على الاطلاع على جديده والمواضيع التي يتناولها لأنه يعبّر عن واقع الملايين ويبرز معاناتهم للسلطات العليا في البلاد، فبمجرد استماعك لأغانيه تجد أنه يحمل آلام وآمال الملايين من داخل الوطن وخارجه، كما يحاول فضح السياسات الخاطئة التي ينتهجها الساسة والمسؤولون في توجيه حياة الشعب، لهذا يصف الكثيرون ما يقدمه لطفي "تمنشيرا علنيا" في السلطة وأعوانها من شرطة وإداريين وغيرهم، لكن يقصد من وراء هذا كله البناء وإصلاح حال المجتمع. لطفي الذي كان هادئا ومتمتعا بروح النكتة بادرنا بالحديث بكل تلقائية عن جمال البلاد وضرورة البناء فيها وإصلاح حال الشعب عموما والشباب خصوصا، بما أن الضفة الأخرى التي يصلها الكثيرون عن طريق "الحرقة" لا تعدهم بالكثير على عكس ما يشاع في أوساط الشباب، مستدلا بما عاناه هو شخصيا رغم نجوميته وما يعانيه شباب آخرون في الغربة من هاجس الطرد والترحيل إلى هاجس عدم إتاحة فرص العمل حتى لأولئك المتخرجين من الجامعات الجزائرية والذين لا يساوي دبلومهم هناك شيئا، واستدل بأولئك الذين يقاسون في كندا ومع هذا لا يجدون من وسيلة للرجوع لأن العودة تعني الفشل.
التعليقات مملوكة لأصحابها. نحن غير مسؤولين عن محتواها.
رد: لطفي دوبل كانون في ضيافة العدد الثاني من المنتدى الثقافي
هدا كله عييت وصلت للنص ووقفت
امنور
امنور
the rab girl- مشرفة عامة
-
عدد الرسائل : 39
العمر : 36
البلد : my world
العمل : no thing
المزاج : 100%
تاريخ التسجيل : 27/08/2008
the rab girl- مشرفة عامة
-
عدد الرسائل : 39
العمر : 36
البلد : my world
العمل : no thing
المزاج : 100%
تاريخ التسجيل : 27/08/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى